من خلال فنون الاداره المتنوعة تعلم كيفيه الوفاء والولاء للمنظمات
- بعد ربع قرن من العطاء: السر هو "الوفاء والولاء"بقلم: نسيم الصمادي
سألني صديق، وهو عضو مجلس إدارة في شركة مساهمة، كانت تعاني من التعثر والإفلاس، عن رأيي في أسباب تعثرهم. أجبته بأنني لا أعرف أسبابهم، ولكني أعرف أسباب نجاحنا؛ وبدأت أستعرض له عناصر رحلة نجاحنا التي بدأت قبل ربع قرن.
ترجمت في عام 1987 كتاب "الإدارة بالفطرة" لمجرد إعجابي الشخصي به، حيث غيَّر الكتاب نظرتي إلى العالم وإلى ذاتي، وإلى معنى الإدارة أيضاً. وبعدما حقق نجاحاً ملموساً، بدأتْ بعض المؤسسات تدعوني لإلقاء محاضرات حول الموضوع، وعندما كنت أسأل عن سر إعجابهم بالكتيب الصغير، كانت إجاباتهم تتشابه: "لأن سهولته ممتنعة، وبساطته مُقْنِعة، ويمكن قراءته في ساعتين". ومن هذه الإجابات انبثقت فكرة "خلاصات".
تأخرت في تنفيذ الفكرة قليلاً، حتى استفزتني تجربة أمريكية سبَّاقة. كنت في عام 1991 أشارك في مؤتمر حول الجودة ينظمه "معهد جوران"؛ وإذا بشركة "ساوندفيو" الأمريكية توزع على المشاركين خلاصة كتاب "زمن اللامعقول" للإنجليزي "تشارلز هاندي"، فعدت من المؤتمر، وبدأت في تأسيس "شعاع" على الفور، ولكن لم نتمكَّن من إصدار عدد "خلاصات" الأول، إلا في أكتوبر 1992.
كتبت في مقدمة كتاب "السبب قبل الذهب": "عندما يتحقق النجاح، تبدو الرحلة وعقبات الطريق أسهل مما كانت في الواقع". وهذا صحيح، فقد نصحني كل من كان يعرفني حينذاك بعدم المخاطرة والاستثمار في مشروع لا يتوفر له أيٌّ من مقومات النجاح. كان هناك نقص شديد في الخبرات، ولم نكن نتخيل أن الإنترنت ستأتي لتساعدنا في النشر الإلكتروني. ولم يبدُ منطقياً إصدار دورية متخصصة من دون إعلانات، كما كنا نستهدف القراء العرب الذين لا يهتمون بالقراءة والمعرفة، إلا نفرٌ قليلٌ منهم. اتصلنا بشركة أبحاث تسويق لإجراء دراسة استطلاعية للسوق، فطلبوا 30 ألف دولار، فأسسنا الشركة، وأصدرنا الأعداد الثلاثة الأولى، واختبرنا السوق، بتكاليف تقل عما طلبته شركة التسويق.
واليوم، ونحن ننطلق في رحلة ربع قرنٍ جديد، سأتوقف معكم في بعض المحطات:
• صدر عدد خلاصات الأول في 19 أكتوبر 1992، وتلاه 600 عدد آخر.
• عام 1997 أصدرنا "سري وعاجل" للسكرتاريا ومديري المكاتب وصدر منها 66 عدداً.
• في يناير 2002 أصدرنا "المختار الإداري"، وبلغ رصيدها 180 عدداً.
• في يناير 2007 أصدرنا "علاقات"، ونشرنا منها 120 عدداً.
• عام 2011، صدرت "خلاصات كتب التربية والتعليم" وأنتم تقرؤون اليوم عددها السبعين.
• في ديسمبر 2014، صدر آخر أعدادنا المطبوعة، وتحولنا إلى شركة خضراء ورقمية بنسبة 100%.
• وفي مطلع 2015، صدر أول أعداد "صحتُّك ثروتُك" بعدما أدركنا أن صحة الموظفين والمديرين البدنية لا تقل أهمية عن صحتهم النفسية والذهنية والمعرفية.
سندعوكم العام القادم – بمشيئة الله – لتحتفلوا معنا بمرور ربع قرن على صدور العدد الأول من رحلة "الألف عدد"، وسنُهديكم كتاباً جديداً يُفضي إليكم بكل الأسرار. أما السر الأول الذي نعيشه نحن، وأنتم تعرفونه فهو: "ولاؤكم لنا، ووفاؤنا لكم". فقبل 25 عاماً، وعندما كنا نصوغ رسالتنا، قلنا لكم: "سنسُدُّ الفجوة بين الممارسات والنظريات الإدارية الحديثة في الدول المتقدمة، وبيئة الإدارة العربية..."؛ وكُنَّا فعلاً نعني ما نقول.
بقلم: نسيم الصمادي