النقص الغذائي
إن زيادة أو نقصان بعض المواد الغذائية لها مردودات سلبية على
صحة الحيوان . إذ يمكن أن تصاب الإبل بأمراض النقص الغذائي كما هو عليه
الحال في الحيوانات المجترة الأخرى ، ولو بدرجة أقل . ويمكن التعرف إلى أهم
هذه الأمراض على النحو التالي .
1- نقص الكالسيوم Calcium deficiency :
يحدث
نقص الكالسيوم نتيجة انخفاض أولي في عنصر الكالسيوم في العلائق الغذائية
المقدمة للحيوان ، أو ثانوي عندما يتناول الحيوان كمية كبيرة من المواد
الغذائية الغنية في عنصر الفوسفور ولفترة طويلة . وتكون الحالة في نقص
الكالسيوم في الغالب مرضاً فردياً وقد يحدث في مجاميع خاصة من الحيوانات .
وغالباً ما يرافق النقص الثانوي للكالسيوم نقص فيتامين D . ومن المعروف إن
وظائف الكالسيوم في الجسم أنه يدخل في تكوين العظام والحليب ، ويساهم في
تخثر الدم ويحافظ على الاستفزازية العصبية - العضلية وينظم نفاذية أغشية
الأوعية الدموية والخلايا وتقلص العضلات الطبيعي والنقل الطبيعي لنبضات
الأعصاب. كما أن نقص الكالسيوم يسبب السغل العظمي ، وتكون العلامات
السريرية أكثر وضوحاً في الإبل اليافعة لذا تظهر الأعراض السريرية على شكل
تباطؤ في النمو وظهور عرج وتشوه العظام .
2- نقص الفوسفور Phosphorus deficiency :
كثيراً
ما يحدث نقص الفسفور الأولي حيث يمتاز بفرط الشهية المنحرفة والنمو الفقير
والعقم والسغل العظمي . ويكون السبب الرئيسي عدم توفر الفسفور في العليقة ،
أو بسبب زيادة الكالسيوم ونقص فيتامين D . وقد لوحظ بأن نقص الفسفور يكون
شديداً عندما تكون تغذية الإبل على المراعي الجافة خصوصاً عندما تكون أتربة
المنطقة خالية من الفسفور . تظهر أعراض الشهية المنحرفة (pica) على
الحيوان المصاب ويبدأ بأكل الأجسام الغريبة كما يكون الحيوان ضعيفاً . وقد
تظهر علامات السغل العظمي عليه وتكون العظام رقيقة ، وسهلة الكسر خصوصاً
عظام الأضلاع . ولغرض السيطرة وعلاج الحالة يجب إعطاء فيتامين D مع الفسفور
حيث يمكن إضافة الهايدروجين الثنائي للفوسفات أحادي الصوديوم .
3- نقص كلوريد الصوديوم Sodium chloride deficiency :
يحدث
نقص كلوريد الصوديوم في الإبل التي تتغذى على مستوى منخفض من الصوديوم
خصوصاً اذا كان محتوى النباتات الرعوية من الصوديوم منخفضاً ، وتظهر علامات
تنكرز الجلد والتهاب المفاصل ولحس الأوساخ وجلود الحيوانات الأخرى (الشهية
المنحرفة) ، كما يفقد الحيوان المصاب الشهية والوزن ، ويصاب بها ويسمى
الجوع الملحي ، كما أن الحيوان المصاب يتبول بكثرة وهناك رأي يشير إلى أن
فرط التبول نتيجة نقص الصوديوم ناتج عن عدم حساسية الهرمون المضاد للتبول
بسبب فقدان ميكانيكية التيار المعاكس الفعالية . يعتمد العلاج على توفير
كمية كافية من ملح الطعام مع الماء أو الغذاء .
4- نقص النحاس :
يؤدي
نقص النحاس إلى حدوث فقر الدم والهزال وتنكس في عضلة القلب وإلى زوال
النخاعين في الجهاز المركزي العصبي المؤدي إلى حالة الرنح
المستوطن(enzootic ataxia) . إن نقص النحاس الأولي والثانوي يحدث في الإبل
التي تتغذى على المراعي التي تحتوي على مستوى منخفض من النحاس حيث تكون
الأعلاف النباتية غير المواد العلفية ناتجة في أراضي ذات مستوى منخفض من
النحاس . يسبب نقص النحاس توقف نمو وانخفاض في إنتاج الحليب ، وفقر الدم ،
وانخفاض الإخصاب ، مع زيادة في قابلية العظام للتكسر خصوصاً عظام الأطراف .
وفي حالة حدوث نقص شديد يحدث هلاك مفاجئ بسبب قصور القلب الاحتقاني الحاد .
يمكن علاج الحالة بإضافة كبريتات النحاس إلى العليقة في المناطق التي
تعاني من نقص تركيز النحاس في الأعلاف .
5- نقص المغنيسيوم Hypomagnaesemia :
التكزز
المرتبط بهبوط مستويات المغنيسيوم في المصل شائع الحدوث في المجترات . وقد
سجل أيضاً في الإبل حيث ينخفض مستوى المغنيسيوم في المصل إلى أقل من 1
ملغم%. ويعود السبب إلى ندرة المغنيسيوم في الأعلاف ، أو بسبب إدرار الحليب
العالي وفقدان المغنيسيوم أيضاً عن طريق البول والبراز . إن الرعي لمدة
طويلة على المراعي الغضة (Iush) يؤدي إلى حدوث الحالة . وتظهر أعراض المرض
الرئيسية على شكل توقف الحيوان عن الرعي ، كما تظهر علامات عدم الراحة
والاضطرابات ، ثم علامات تقلص العضلات مع فرط الحساسية ، ثم الترنح في
الحركة والمشي ، ثم سقوط الحيوان على الأرض مع ظهور تكزز وخذل ، ثم تقلص
عضلات قوي على شكل نوبات يؤدي إلى نفوق الحيوان خلال فترة النوبة . لتشخيص
الحالة يجب قياس مستوى المغنيسيوم في المصل . ويمكن علاج الحالة من خلال
حقن الحيوان المصاب بمحلول المغنيسيوم تركيز 4% في الوريد بجرعة 50-500سم3 وحسب حجم الحيوان وكذلك ، يمكن إضافة مسحوق سلفات المغنيسيوم إلى العليقة في المناطق التي تعاني من هذه الحالة .
6- حمى الحليب أو حمى النفاس Milk fever ( هبوط الكالسيوم ) :
ويطلق
عليها بـ (خذل الولادة) (Parturient paresis) أو هبوط كالسيوم الدم عند
الولادة (Parturient hypocalcemia) والسبب الحقيقي غير معروف حتى الآن .
لكن انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم وبخاصة المتأين منه يعد أمراً أساسياً
في ظهور أعراض حمى الحليب في النوق عند اقتراب الولادة . ومن أهم العوامل
الممهدة للحالة الإدرار الغزير للحليب عند الولادة . إضافة إلى ذلك فإن
الكمية الكبيرة من الكالسيوم التي يفقدها الجسم في حالة نمو الجنين وبسبب
الخلل الذي يحدث في تنظيم مستوى الكالسيوم(calcium ergulating mechanism)
في الجسم يؤدي إلى ظهور أعراض المرض والتي تتميز في بداية الأمر بارتجاف
العضلات مع فرط الحساسية والمشي المترنح . ثم تتطور هذه الأعراض إلى عدم
القدرة على الوقوف مع انخفاض درجة الحرارة دون المعدل وبرود في الأطراف
والجلد يعقبها حالة الإغماء والهلاك في حالة عدم إعطاء العلاج المبكر .
ويعتمد التشخيص على قياس مستوى الكالسيوم في الدم وبخاصة المتأين منه ؛ إذ
أنه في الحالات الاعتيادية يكون مستوى الكالسيوم ما بين 9-11 ملغ / 100سم3 في حين عند الإصابة بحمى الحليب فإن مستوى الكالسيوم يهبط إلى أقل من 7ملغ / 100/سم3 وإن شدة الأعراض السريرية لها علاقة مباشرة ووطيدة بمستوى الكالسيوم في الدم .
العلاج :
يعتمد بالدرجة الأولى على إعطاء مركبات الكالسيوم 500سم3 بتركيز 20% عن طريق الوريد وببطء مع إعطاء 500سم3 أخرى تحت الجلد .
7- نقص فيتامين أ Vitamine A deficiency :
فيتامين
(أ) له أهمية خاصة وأساسية لتعزيز النمو والمحافظة على الصحة وقد تحدث
حالات نقص فيتامين (أ) بسبب النقص المطلق في العلائق نتيجة عدم توفر
العلائق الخضراء. وبشكل عام فإن أهم الأعراض السريرية لهذا المرض هو العمى
وعدم قدرة الحيوان على رؤية وتمييز العوائق والسدود كما تظهر سحابة وعتامة
على القرنية نتيجة الزيادة في سمكها وثخانتها مع جفاف وخشونة الأغشية
المخاطية لأغلب أعضاء الجسم . ولتشخيص الحالة يجب فحص عينة الدم وقياس
مستوى فيتامين (أ) في الدم إذ يبلغ في الأمور الطبيعية حوالي 25 ميكروغرام %
كما يمكن أخذ خزعة من الكبد وقياس مستوى الفيتامين فيها ، لعلاج الحالة
يفضل إعطاء فيتامين (أ) الزيتي عن طريق الحقن بالعضلة حوالي 440 وحدة دولية
/ كيلو غرام في جسم الحيوان كما يمكن إعطاء الفيتامين عن طريق الفم .
8- نقص فيتامين ب المركب Vitamine B – complex deficiency :
يتكون
فيتامين (ب) المركب من مجموعة من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء
وإن نقصها يسبب حالات مرضية عديدة . وتمتاز الأعراض السريرية بقلة شهية
والترنح وانحناء الرقبة وعدم الاتزان أثناء المشي مع اختلاجات عضلية ، يمكن
إجراء فحص الدم لمعرفة مستوى فيتامين (ب) كما يمكن معالجة الحالة من خلال
إعطاء فيتامين (ب) المركب بالحقن بالعضلة .
9- نقص فيتامين هـ Vitamine E deficiency :
وقد
يسمى بمرض العضل الأبيض (White muscle disease) أو الضمور العضلي المستوطن
(enzootic muscular dystrophy) حيث يصيب كافة أنواع الحيوانات وعلى وجه
الأخص صغار المجترات ، وعلاقة نقص هذا الفيتامين بالأعراض السريرية التي
تظهر على الحيوان المصاب إنما ترجع إلى أهمية وظائف فيتامين (هـ) في الجسم ،
وإن نقصه يسبب الضعف العضلي الناشئ من تنكس العضلات الهيكلية المصابة
بالضمور ، وعسر التنفس بسبب حدوث حالة هبوط القلب الاحتقاني مع ضمور عضلات
الحجاب الحاجز ، ترجع الأسباب الرئيسية لحدوث حالة النقص بسبب التغذية
الرديئة ، أو لأسباب ثانوية تعود إلى نقص السلينيوم . تظهر الأعراض
السريرية على شكل ضعف وتخشب وارتعاش أرجل الحيوان المصاب مما يسبب عدم
قدرته على المشي وضيقاً في التنفس مع ضعف واضمحلال العضلات ، ويمكن تشخيص
الحالة من خلال قياس مستوى فيتامين (هـ) في الدم حيث يكون في الأحوال
الاعتيادية 500-1000 ميكرو غرام % يهبط إلى 100 ميكرو غرام% أو أقل في
الحيوان المصاب .
كما
يلاحظ ارتفاع ملحوظ في مستوى الكرياتين فوسفوكاينيس (CPK) في مصل الدم.
وكما يمكن أخذ خزعة من الكبد أو العضلة وإجراء التقطيع النسيجي المرضي
عليها . لعلاج الحالة يجب إعطاء فيتامين (هـ) بالحقن بالعضلة كما يمكن
إعطاء السلينوم بجرعة2 ملغم / كلغم يومياً .