مستقبل وتحديات تنمية الموارد السمكية فى سيناء

مقدمه:

إن تنمية الموارد السمكية فى شبه جزيرة سيناء مثلها مثل أية منطقة أخرى تعتمد على مصدرين أساسيين هى:-

الاول:

الاستغلال الرشيد للموارد السمكية فى المسطحات المائية
المتاحة مثل البحار والبحيرات وغيرها. وهو ما يطلق علية المصايد الطبيعية .
والاستغلال الرشيد هو الاستغلال الغير جائر والذى يضمن استمرار هذه
الموارد على التجدد والانتاج , حيث أن لكل مسطح مائى طاقة إنتاجية محدده
تعتمد على القاعدة الغذائية المتوفرة والتى تحدد مدى خصوبة هذه الموارد,
والتى تتحكم فيها عوامل طبيعية وكيمائية مختلفة.

الثانى:

تربية الكائنات المائية من أسماك وغيرها فى ظروف بيئية يمكن التحكم
فيها, وذلك باستخدام نظم تربية مختلفة, وهو ما يعرف بالاستزراع المائى أو
المزارع السمكية.

الموارد السمكية فى شبة جزيرة سيناء:

1-المصايد الطبيعية:

تقع شبة جزيرة سيناء بين ذراعى البحر الأحمر, ونعنى بهما خليج السويس
وخليج العقبة, والذى يقدر طول سواحلهما فى حدود سيناء بحوالى 610كيلو متر ,
كما أنها تأخذ شكل مثلث تمتد قاعدته على طول ساحل البحر المتوسط والذى
يمتد من بور فؤاد غربا حتى رفح شرقا بطول 200كيلو متر, ويضم هذا الساحل
ببحيرة البردويل الذى يقدر طولها بحوالى 95كم ويتراوح عرضها ما بين 1كم إلى
22كم بمساحة تقدر بحوالى 160ألف فدان وتمثل حوالى 22% من اجمالى مساحة
بحيرات مصر الشمالية.

وطبقا لبيانات عام2009قدر الإنتاج السمكى من المصايد الطبيعية فى شبه جزيرة سيناء بحوالى 11990طن بيانها كالاتى:-

البحر المتوسط 1665 طن

خليج العقبة(دهب+نويبع) 288 طن

خليج السويس(الطور) 4637 طن

بحيرة البردويل 5400 طن

ويمثل نشاط الصيد نشاطا أساسيا لقطاع كبير من سكان سيناء خاصة فى الجزء
الشمالى , فعل الرغم من أن مجتمع شمال سيناء هو مجتمع صحراوى من المفروض أن
يعتمد اساسا على الرعى , فإن النشاط الاقتصادى على مدى سنوات طويلة يعتمد
اساسا على الصيد وليس على الرعى والذى يطلقون علية *رعى البحر* وذلك خلافا
لما يمكن أن يتوقع , وهذا مايفسر وجود مجتمعات مستقرة على امتداد الساحل
الشمالى منذ زمن بعيد تقوم على استغلال مصايد البحر المتوسط وبحيرة
البردويل.

وتعتبر المصايد الطبيعية البحرية فى سيناء بقطاعها الشمالى والجنوبى
مستغلة بالكامل .بل يمكن القول أن هناك استغلالا جائرا لهذه المصايد لاسباب
مختلفة , من أهمها:-

**التلوث الناتج عن أنشطة البحث واستخراج ونقل البترول فى خليج السويس.

**التوسع العمرانى فى المناطق الساحلية خاصة تلك المرتبطة بالتنمية السياحية على امتداد خليخ السويس والعقبة والبحر المتوسط

**غياب مفهوم الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية.وكذلك ضعف الإدارة العلمية للمصايد.

كذلك فإن الموارد السمكية فى بحيرة البردويل مستغلة أيضا بالكامل وأن
أنخفاض خصومتها بسبب نقص الامدادات بالإملاح المغذية وإرتفاع مستوى ملوحة
مياهها يحدد من امكانية زيادة طاقتها الإنتاجية . ويتضح ذلك عند مقارنتها
ببحيرة المنزلة القريبة منها والأقل منها مساحة حيث يقدر إنتاجها السنوى
بحوالى 61ألف طن أى حوالى 12ضعف إنتاج بحيرة البردويل.

2- المزارع السمكية:

خلال السنوات الماضية, تمت إقامة بعض مشروعات الاستزراع السمكى فى كل من
شمال وجنوب سيناء ,حيث أنشأت العديد من المزارع فى منطقة سهل الطينة(شمال
سيناء), إلا أنها لم تستمر حيث أن المنطقة مخصصة للاستزراع النباتى وتم
استغلال بعض المساحات فى الاستزراع السمكى خلال مرحلة غسل التربة من
الأملاح , وهو نوع من الاستزراع المؤقت سائد فى الأراضى الجديدة التى تتصف
بإرتفاع ملوحة تربتها.

وفى جنوب سيناء قامت احدى الشركات الخاصة(شركة البحر الأحمر للاستزراع
السمكى)بتربية بعض الأسماك البحرية فى منطقة ابو زنيمه على خليج السويس ,
الا أنه تم وقف المشروع عام2000بسبب اعتراض جهاز شئون البيئة على ادخال
أصناف غير سائدة فى المنطقة.

وفى الوقت الحاضر يوجد مشروع خاص (شركة سيناء) يمتلك مزرعة لتربية
القشريات (الجمبرى) على مساحة تقدر بحوالى 1000فدان , مع خطة لزيادتها إلى
حوالى 2500فدان, وما تتضمنه من أنشطة مساعدة وخد مية مثل المفرخات ومصانع
للتعبئة, وانتاج هذا المشروع مخصص للتصدير إلى دول الاتحاد الأوروبى.

محاور تنمية الموارد السمكية:

إن تنمية الموارد السمكية
وفى شبه جزيرة سيناء يتطلب اتخاذ إجراءات واتباع سياسات تهدف إلى الحد من
تأثير العوامل التى تواجه عملية التنمية واستكشاف مجالات جديدة للتنمية.
وفى هذا الإطار فإننا نقترح المحاور الأتية:-

أولا: المصايد البحرية:

-تطبيق سياسات فعالة لإدارة المصايد بما يقلل الاستغلال الجائر لمواردها من خلال التطبيق الجاد للتشريعات المنظمة.

- تطبيق مبادئ وأسس الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية. بما يحقق التنسيق بين الأنشطة التنموية المختلفة وبما لا يضر بأنشطة الصيد

- استغلال الموارد الغير مستغلة فى البحر المتوسط بما فيها المنطقة
الشرقية امام سواحل سيناء حيث توضح الدراسات انه توجد إمكانيات لإنتاج
حوالى 60ألف طن من الأسماك فى المناطق الغير مستغلة(من السهل الطينة حتى
العريش) على أعماق لا تصلها سفن الصيد الحالية , والذى يتطلب تطوير سفن
ومعدات الصيد الحالية مع تخصيص ميناء العريش لاستفبالها , وهذا سيؤدى إلى
خلق صناعات خدمية مساعدة مثل ثلاجات الحفظ ووسائل النقل والتعبئة وغيرها.

ثانيا: بحيرة البردويل:

اقامة مشروع لاستخراج ملح الطعام مما يسلعد على تقليل ملوحة البحيرة
وتحسين الظروف البيئية لإنتاج الأسماك مع الاستفادة من تجربة بحيرة قارون
فى هذا المجال , وسوف يساعد هذا المشروع على انشاء العديد من الصناعات
الأساسية والتكميلية مثل صناعة الصودا الكاوية والكلوروكريونات الصوديوم
وصناعة الصابون.

- كمت أن امداد البحيرة بالمعادن المغذية التى تحملها مياه الصرف الزراعى من مشروع التنمية الزراعية المقترح(400ألف فدان)

سوف يزيد من خصوبة مياه البحيرة وبالتالى زيادة الإنتاج السمكى بمعدلات مرتفعى مثل مثيلتها فى بحيرات مصر الشمالية.

ثالثا: المزارع السمكية:

- تعتبر المزارع السمكية المحور
الاساسى لتنمية الموارد السمكية فى سيناء , حيث اتاح التقدم العلمى والتقنى
فى هذا النشاط تخطى العديد من المشاكل والمحددات التى كانت تعوق التوسع فى
هذا النشاط, كما أنه من المعلوم أن الأسماك تستخدم المياه ولا تستهلكها
وهذا يتيح تعظيم العائد من وحده المياه الخاصة فى المناطق الصحراوية والتى
ااصف بندرة المياه.

وخلال السنوات الماضية تراكمت خبرات وطنية فى مجال الاستزراع السمكى
ساعدت فى تحقيق معدلات متسارعة فى الإنتاج واحتلت مصر المترتبة الأولى فى
منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فى هذا المجال.

وفى هذا الإطار فإنه يمكن تنمية الاستزراع السمكى فى سيناء من خلال المحاور الاتية:-

الاستزراع البحرى:

دراسة وتحديد الأماكن الملائمة لقيام مزارع سمكية بحرية فى كل من خليج
السويس وخليج العقبة وساحل البحر المتوسط وبحيرة البردويل , حيث يمكن
استخدام نظم مختلفة للاستزراع مثل الأقفاص , والحظائر المسيجة والأحواض
الأرضية.

الاستزراع المتكامل مع الزراعة:

من خلال الاستفادة من التجربة الناجحة فى منطقة وادى النطرون , حيث يمكن
تطبيق نفس الأسلوب فى الأراضى التى سيغطيها مشروع التنمية الزراعية لمنطقة
شمال سيناء والتى تقدر مساحتها حوالى 400 ألف فدان, حيث يتم استخدام
المياه المخصصة للرى فى تربية الأسماك أولا قبل استخدامها فى زراعة
المحاصيل.

مزارع الأحواض الأرضية:

وذلك فى الأراضى القليلة الجودة والتى يكون استغلالها فى الاستزراع السمكى أكثر جدوى من استغلالها فى الاستزراع النباتى.