تتنوع أساليب الكسب غير المباشر من التدوين وتتعدد بتنوع وتعدد مهارات وخبرات المدون. لكنها تتركز غالبا في نقطة أن أغلبها أنشطة بعيدة في حد ذاتها عن التدوين. في هذه الحالة يتم ممارسة التدوين الإحترافي لأجل الدعاية والتسويق لخبرات المدون
هذا النوع من الكسب عبر التدوين هو الأقدر على النجاح عربيًا، فهو مستقل عن القطاعات الأخرى (سوق الإعلانات مثلا) ولا يتطلب تفرغا كاملا. فتخصيص ثلاث ساعات يوميا (للتدوين، إدارة التعليقات، تكوين شبكة معارف وبناء سمعة جيدة) ستكون كافية لمساعدة المدون على تحقيق موارد مالية إضافية.
بطبيعة الحال يمكن الدمج بين الأساليب غير المباشرة مع الأساليب المباشرة للتكسب من التدوين، مثل إضافة الإعلانات وإستقبال التبرعات.
الإستشارات
طريقة محببة للتكسب غير المباشر من التدوين تسمح للمدون بتسويق الخدمات الإستشارية في مجالات خبرة معينة. في هذه الحالة تكون المدونة متخصصة (أو شبه متخصصة) في مجال الخبرة ذاك، بحيث تُكسب المدونة المدون سمعة جيدة في ذلك المجال بحكم فرادتها الموضوعاتية.
حين تنجح مدونتي هذه المتخصصة في التدوين الإحترافي سوف تكسبني سمعة لا بأس بها في هذا المجال. بالتالي ستسمح لي ببيع خبراتي في مجال التدوين الإحترافي لمن يطلبها: شركة تريد إنشاء مدونة تجارية/تسويقية، أو مدون يبحث عن إستشارة لخوض تجربة التدوين الإحترافي.
عبد الله المهيري، الشهير بإسم مدونته السابقة سردال، مدون غني عن التعريف. تتنوع المواضيع التي يدون عنها، غير أنه يركز على تطوير المواقع وله فلسفته الخاصة حول الأمر. كل من يتابع مدونته يستشف وجهة نظره تلك وخبرته في مجال تطوير المواقع، وبالتالي تترسخ في ذهنه أن عبد الله المهيري شخص خبير في مجال تطوير المواقع، ويمكن الإعتماد عليه في طلب إستشارات معينة.
لذلك، لو أراد عبد الله تقديم خدمات إستشارية حول تطوير المواقع، لن يصعب عليه إيجاد عملاء مناسبين يحتاجون إلى خبراته. لأن مدونته ساعدته في خلق سمعة طيبة وساهمت في الترويج لخبراته.
بيع المنتجات والخدمات
تطوير المواقع هي الخدمة الأكثر بيعا عن طريق المدونات (مجرد ملاحظة غير قائمة على أساس إحصائي سليم)، لكن نظريا المدونات يمكنها مساعدة المدون في بيع أي شيء قابل للبيع: كتب إلكترونية، خدمات تصميم، صور، موسيقى، ملابس… إلخ.
اسلام عبد العظيم مدون يتخصص في الكتابة عن أدب ورسومات الأطفال. هو أيضًا رسام محترف. لو قام بالدعاية لمدونته بشكل جيد ووصلت يوما إلى شخص يهتم بمجال رسومات الأطفال سوف يحفظ إسم معمر في دفتر عناوينه. حين يحتاج يوما إلى تنفيذ عمل جديد موجه للطفل لن يتعب نفسه كثيرا في البحث، سيجد معمر عامر حاضرا أمامه بمدونته التي تظهر بدقة خبرات هذا الرسام.
المدونة يمكنها كذلك مساعد المدون على الحصول على وظيفة جديدة عوض الإكتفاء ببيع خدمات أو منتجات موسمية. فالمدونة في هذه الحالة تكون بمثابة “سيرة ذاتية” للمدون ونافذة يطل منها أصحاب العمل على مهاراته، خبراته وطريقة تعامله مع المشاكل التي يصادف.
الكتابة الحرة
في هذه الحالة لا تحتاج غالبا إلى التخصص في موضوع معين. بل يمكنك التدوين حول أي موضوع يناسبك، إنما المهم هو إمتلاكك لأسلوب خاص بك.
في حالة التخصص، يمكن لمدونتك مساعدتك في النشر في مجلات متخصصة، سواء بإستقبال طلبات مباشرة من هيأة التحرير أو بإرسالك بنفسك لمقالاتك مذيلة برابط مدونتك، التي ستكون كبطاقة تعريف بمهاراتك.
وربما، لم لا، يجد ناشر ما في مدونتك ما يدفعه للتعاقد معك على تحويل مدونتك إلى كتاب، أو يمكننك بنفسك لو شئت المغامرة طباعة كتابك على نفقتك!
هناك نوع من الكتابة الحرة منتشر وسط المدونين الغربيين، هو الكتابة في مدونات أخرى بمقابل مالي. فهناك التدوين صناعة، ويمكن لشخص يملك مالا إنشاء مدونة ويوظف شخصا يتكفل بمهام التحرير، ويستكتب مدونين آخرين للكتابة في مدونته بشكل دوري بمقابل مالي متفق عليه.
هذه بعض الأساليب التي يمكن الإعتماد عليها لتحقيق بعض المكاسب عن طريق التدوين. هل لديكم إقتراحات معينة لأساليب أخرى
منقول للإفادة