أنت الذى تحدد علاقتك بالآخرين
الحياة ليست مسابقة شعبية بينك و بين الناس ,ومع ذلك الناس فى حياتنا واقعا لا مفر منه. كل شيء يتم حرفيا على هذه الأرض يحدث مع الناس أو من أجل الناس. الناس في معظم الأحيان تنجح بمساعدة الناس الآخرين، ولكن في بعض الأحيان تنجح بالرغم للأسف من العوائق التي يضعها بعض الناس في طريقك. كل المفاوضات التي سوف تشارك فيها طرفها الآخر هو واحد من الناس. جميع التعاملات التجارية الخاصة بك تتم بالإشتراك مع الناس. الناس هم المنافسين ؛ الزملاء ؛ المرؤوسين والرؤساء والأقارب وجميع من حولك من أشخاص. جميع اللاعبين في الحياة الخاصة والرسمية أو في جميع أشكال العلاقات هم من الناس. الحقيقة التى لا مفر منها هى أن من سيجلب لك أعظم الفرح ، أو يسبب لك أيضا أعظم الألم هم الناس. التعامل مع الناس لذلك يعتبر واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الإنسان فى أى وقت من حياته. في هذه المسألة وضع جون ماكس ويل و هو باحث فى علم الاجتماع بعض المبادىء التى يجب أن نضعها فى الإعتبار للتعامل مع الناس:ــ
مبدأ العـدســة :
مبدأ العدسه يفترض أن هناك عدسة موجوده على العين من خلالها ينظر كل واحد منا إلى العالم. نحن الذين نحدد كيف نرى الآخرين.وعادة ما تكون نظرتنا للآخرين لا تقوم على تحليل موضوعي. يعتمد تصورنا للآخرين أكثر على توجهاتنا أكثر من شخصياتهم وصفاتهم. إذا كنا نحن أنفسنا يصعب التعامل معنا ، فإننا نميل إلى رؤية الناس الآخرين , بانهم هم من يصعب التعامل معهم. إذا كنا نحن الغير متعاونين وعدوانين نميل إلى النظر إلى الآخرين أيضا على أنهم غير متعاونين وإنهم هم العدوانين.المعنى هنا ,هو أن الناس ترى في الآخرين انعكاسا لصفاتهم و أخلاقياتهم و توجهاتهم. العدسه التي من خلالها ننظر للعالم تحدد كيف ستتعامل مع الناس. إذا كان لديك نظارة خاطئة ستشاهد العالم من الجانب السلبي. ومع ذلك ، فإنه ليس سوى رجل مجنون الذى يمكن أن يذهب إلى الطبيب ويقول : "دكتور، إن العالم مقلوبا رأسا على عقب ، هل يمكنك إصلاح العالم بالنسبة لي؟" الشخص العادي يدرك أن المشكلة ليست مع العالم ، ولكن مع نظارته. العدسة هى التي تحتاج الى اصلاح ، وليس العالم. هناك خير كثير لدى معظم الناس ، لكنه يحتاج الى الصبر والمهارة فى إستخراجه من نفسك و من الآخرين.
مــبدأ الألـم :
و هويرتبط ارتباطا وثيقا بمبدأ العدسه. هذا المبدأ يفترض أن الناس تميل الى الاساءة لتؤذى الآخرين. ومما زاد الطين بلة إن هؤلاء الاشخاص عرضة عاطفيا إلى أن يشعروا هم أنفسهم بالاساءه بسهولة جدا ، حتى قبل حدوث أى تصرف لا يهدف الى الحاق الضرر بهم على الإطلاق. لماذا يحدث هذا؟ تجاربنا السلبية والمواقف المؤلمه العاطفية التى حدثت لنا فى الماضى هى التى تصبغ تصورنا وتفسيرنا لأفعال الآخرين ونواياهم. العكس صحيح أيضا. الناس السعداء تميل الى نشر السعادة و البهجه حولها. هل هناك طريقة لعزل نفسك ضد مبدأ العدسه ومبدأ الألم؟ الجواب هو نعم. لقد أظهرت الأبحاث أن الشخاص الأصحاء عاطفيا هم الذين يعطوا تفسيرات أكثر إيجابيه عن سلوكيات الآخرين. حاول أن تنسى ذكرياتك السيئه و تمسك بذكرياتك السعيده.و ركز على الآتى :
المبدأ الأساسي في التعامل مع الآخرين: أبدا بنفسك و عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به ، ولكن الأفضل أن تتعامل دائما مع الناس أفضل مما كنت تفضل أن يعاملوك به.
الفرص العظيمه في الحياة تأتي في موسم الخسائر والنكسات. الانجازات الاعظم في العالم ، هى تلك التي حدثت نتيجه تعلمنا أن نرى الفرص في المشاكل ونحول الخسائر إلى أرباح. ومع ذلك ، من أجل أن تكون ممن يحولوا مشاكلهم الى نجاح يجب على المرء أن يتعلم أولا أن يهزم نفسه.
أكبر المعارك التي نخوضها في الحياة ليست معارك خارجية لكنها الداخلية. أهم التحديات التي سنواجهها من أي وقت مضى ليست هي التحديات التي يجلبها الناس على عتبات بيوتنا ، ولكن التحديات التي نواجهها بأنفسنا بمحض اختيارنا و منطقنا نتيجه نظرتنا للحياه و الناس.ولذلك ، فإن الانتصار الأهم للمرء من أي وقت مضى هو الانتصار على الذات.
كيف يمكن للمرء قهر الذات؟ ليس هناك إجابة سهلة ولا جواب قياسي. ومع ذلك ، هنا بعض النصائح المفيدة التى نجدها فى المبدأ الثالث:
مبدأ سوء التقدير :هناك نوعان من الناس.
-- أولئك الذين يبالغوا فى حجم ما يواجهوه من تحدي ويستخفوا بقدراتهم. هؤلاء الناس تميل إلى أن تكون خجوله ، و جبانه وتتجنب المخاطرة و المواجهه. انها من خجلها دائما بعيده عن التحديات ، وفي عملية الخجل هذه تبعد عن الطريق الى النجاح و تتجه مباشره الى الفشل.
-- ثم هناك أولئك الذين يقللون دائما من التحديات والمبالغة في تقدير قدراتهم. هذه المجموعه تميل إلى أن تكون راضية عن نفسها، و أكثر ثقة ويدفعهم هذا الشعور إلى الغطرسة دون الجوهر. على الرغم من أن هؤلاء الناس تُظهر ميول سلوكية مختلفة ، لديهم نفس المشكلة بالضبط. المشكلة تكمن في الافتراض الضمني إنهم قادرون على التغلب على الصعاب مهما كانت قوتها. هذه المبالغه فى تقييم القدرات و التقليل من قوه الصعوبات تؤدى إلى نفس النهايه ـ الفشل.
-- تحدي الافتراضات الخاصة بالقوه أو بالضعف. الخطوة الأهم نحو قهر الذات هو تحدي الافتراضات الخاصة بالقوه أو بالضعف . ويمكن إرجاع معظم اخفاقاتنا الاستراتيجية الى افتراضاتنا الخاطئه. إذا لم نقيم قدراتنا و حجم التحديات بصدق و أمانه و نصحح الافتراضات بناء على التقييم الصحيح من المرجح أن تتكرر إخفاقاتنا. من أجل تحويل الخسائر إلى أرباح ، والمآسي إلى فرص , من الأهمية بمكان أن نتحدى الافتراضات التي نضعها لأعمالنا و نصححها بدقه. اذا لم نفعل هذا جيدا ، سوف نكتشف أن افتراضاتنا منفصله تماما عن الواقع الموضوعي و لن نتمكن من النجاح فى التغلب على مصاعب الحياه.
المصدر: د. نبيهه جابر